اتجاهات مكافحة الإرهاب في حلف “الناتو”.. التهديدات الحالية والمستقبلية
«في 17 آذار/مارس، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع رئيس “قسم مكافحة الإرهاب” في منظمة “حلف شمال الأطلسي” (“الناتو”)، غابريال كاسكوني، الذي أمضى القسم الأول من مسيرته المهنية كضابط في “قوات الدرك الوطني الإيطالية” (“الكارابنييري”) قبل انضمامه إلى “طاقم «الناتو» الدولي” حيث يرأس حالياً “قسم مكافحة الإرهاب” في “شعبة التحديات الأمنية الناشئة”. وفيما يلي التصريح الذي أدلى به من أجل السجل».
يقدّم هذا المنتدى فرصة لتحديد اتجاهات “حلف شمال الأطلسي” لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك الخطوات التي يتخذها الحلف على هذا الصعيد، وكيفية تطور هذه الجهود، والعوامل التي ستحدد معالمها في المستقبل. ويُعدّ يوم 11 أيلول/سبتمبر التاريخ الأساسي ونقطة التحوّل بالنسبة لـ “قسم مكافحة الإرهاب”. فقبل ذلك الحدث، لم يرد الإرهاب بطريقة تُذكر في قائمة أعمال “الناتو”. على سبيل المثال، لم يأت المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تمّت المصادقة عليه في قمة عام 1999 في واشنطن على ذكر الإرهاب إلّا مرة واحدة: “يمكن لأمن التحالف أن يتأثر بمخاطر أخرى تشمل الأعمال الإرهابية”. ولكن هجمات 11 أيلول/سبتمبر غيرت المعادلة، ومن المهم أن نتذكر أنها كانت المرة الوحيدة التي يجري فيها تفعيل “المادة 5” من “معاهدة واشنطن” – بند الدفاع الجماعي – منذ قيام “الناتو” قبل 73 عاماً.
وما جرى في العقديْن الماضيين سمح للحلف بتحديد بعض المبادئ الأساسية لدوره في مكافحة الإرهاب. وتتمثل النقطة الأولى بأن مكافحة الإرهاب هي في الأساس مسؤولية وطنية ولا تزال كذلك. والفكرة هي أن الأمر متروك للحلفاء أولاً للتعامل مع التهديدات الإرهابية. وتنطوي النقطة الثانية على الطبيعة الشاملة لمسألة الإرهاب التي يجب التعامل معها في إطار مهام “الناتو” الثلاث الرئيسية المحددة في المفهوم الاستراتيجي الأخير الذي يعود إلى عام 2010 وهي: الدفاع الجماعي، وإدارة الأزمات، والتعاون الأمني. وتقوم النقطة الثالثة على مساهمة “حلف شمال الأطلسي” في مكافحة المجتمع الدولي للإرهاب في الحالات التي يتمتع فيها بالخبرة وحيث يمكنه العمل بالتعاون مع الشركاء الدوليين (الدول أو المنظمات الدولية الأخرى). أما النقطة الأخيرة فتتمحور حول عمل “الناتو” الذي يرتكز على ثلاث دعائم: الحذر والانتباه، والقدرات، والمشاركة والانخراط. وللنظر فيها بشيء من التفصيل:
الحذر والانتباه: يشكل تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحلفاء الميدان الأول في مجال زيادة الحذر والانتباه. فـ “الناتو” يضم “قسم الأمن والاستخبارات المشتركة” الذي تم من خلاله إنشاء “خلية استخبارات مضادة للإرهاب” تُصْدر بشكل دوري معلومات تتمحور عموماً حول الاستخبارات الاستراتيجية (الاتجاهات وطريقة العمل والتطورات في المناطق الجغرافية). وتعدّ هذه المعلومات الأسس التي يمكن أن تساعدنا في تعريف وتحديد استجابتنا للإرهاب بشكل أفضل.
كذلك، يشكل دور المرأة في الإرهاب ومكافحته، بما فيه المنظور الجنساني، عنصراً آخر نعمل على تطويره لتعزيز الحذر والانتباه. فعلى مدى سنوات عديدة، لم يحظَ هذا المجال بدراسة كافية توضح جوانبه. لذا يمكننا بذل جهود إضافية لفهم هذا البُعد.
ويرتبط العنصر الثالث في العمل الذي نقوم به لتعزيز الحذر والانتباه بالأمن الإنساني: الأطفال في الصراعات المسلحة، وحماية المدنيين، وحماية الملكية الثقافية، ومكافحة الاتجار بالبشر. فهذه الظواهر تنتج من الإرهاب أو تتأثر به. إذاً، ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مكافحة الإرهاب في هذا الصدد؟
القدرات. يُعتبر تطوير القدرات الميدان الأكثر ارتباطاً بالمهمة الأساسية للدفاع الجماعي. فهو يتعلق بما يقوم به “الناتو” في أوساط الحلفاء لدعم الدفاع عن شعوبنا وأراضينا من الهجمات الإرهابية. ويشكل “برنامج العمل للدفاع ضد الإرهاب” الذي أُنشئ في عام 2004 العنصر الأول الجدير بالذكر. ويركز البرنامج على التعامل مع الثغرات التي يعاني منها الحلفاء على صعيد القدرات والمتطلبات الملحة، وإجراء بحوث تكنولوجية بشأن جهود مكافحة الإرهاب، ودعم تحقيق الهيمنة التقنية وقابلية التشغيل البيني والحفاظ عليهما. ويركز البرنامج أيضاً على كيفية دعم التكنولوجيا لعملنا في مواجهة الإرهاب ويعالج القضايا مثل مساعي التصدي للعبوات الناسفة وحماية الموانئ، وما إلى ذلك.
أما العنصر الثاني الذي أود تسليط الضوء عليه فهو العمل المكثف الذي تم إجراؤه لمواجهة منظومات الطائرات بدون طيار، ولا سيما الطائرات المعدلة لأغراض تجارية. ويرتبط عملنا على وجه التحديد بمواجهة الطائرات بدون طيار البطيئة والمنخفضة الارتفاع والصغيرة الحجم، إذ أصبحت هذه الطائرات إحدى الأسلحة المفضلة للجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم. ولهذه الغاية، أسس الحلف “مجموعة عمل تابعة لحلف شمال الأطلسي” بشأن مواجهة الطائرات بدون طيار تعمل وفق برنامج عمل يركز على حماية القوة، وتعزيز الأمن المحلي، وتنسيق جهود “الناتو”. لقد انطوى عملنا في البداية على معالجة قضايا أساسية مثل إعداد معجم للتأكد من استخدام العبارات نفسها عند التحدث عن الأشياء عينها، وهذا الأمر قد يفاجئ البعض. أما اليوم، فنصب جهودنا على التوحيد وقابلية التشغيل البيني والاختبارات/المناورات.
وشملت المجالات الأخرى التي أولينا لها اهتماماً كبيراً الاستغلال الفني (ويُعرف أيضاً بتسمية الأدلة الجنائية في ساحة المعركة). وتتمثل الفكرة في أن القوات العسكرية تجمع الكثير من المعلومات والمواد في ساحة المعركة. كيف يمكننا إدراج هذه المعلومات ضمن عملية متسقة من أجل دعم نتائج متعددة مثل الاستخبارات وحماية القوة والبحث والتطوير؟ لقد تم أساساً إنجاز الكثير من هذا العمل بطريقة مخصصة في إطار العمليات، ولكن التحدي هنا يكمن في إعداد عملية متسقة.
وترتبط مسألة أدلة ساحة المعركة بهذا الموضوع. وتتمثل إحدى النتائج المحتملة للاستغلال الفني في دعم إنفاذ القانون والإجراءات القانونية، ولا سيما فيما يتعلق بملاحقة المقاتلين الإرهابيين الأجانب. فعند تنفيذ عملية ما، فإن الجيش هو الوكالة التي تجمع المعلومات، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك للمساعدة في مقاضاة الإرهابيين في بلدانهم الأم أو رصدهم عندما يحاولون عبور الحدود. لقد وضعنا بالتالي سياسة وبرنامج عمل متعلّقيْن بـ “أدلة ساحة المعركة”. ويتمثل هدفنا الرئيسي في تسهيل تبادل المعلومات والمواد التي تم جمعها في عمليات “الناتو” لكي يمكن استخدامها في الاختصاصات القضائية المحلية، سواء للملاحقة القانونية أو التحقيق أو تحديد الهوية.
المشاركة والانخراط. تقوم هذه الركيزة على التعاون مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية. فمن خلال ما نسميه حوارات مكافحة الإرهاب، نحاول أن نفهم ما يحتاجه كل شريك من حلف “الناتو” وفي أي مجالات يستطيع الحلف تقديم المساعدة. وبناءً على هذا التحديد لاحتياجات الشركاء وقدراتنا، نساعد كل دولة على إعداد برنامج تدريب، ومساعدة ومشاريع علمية، وما إلى ذلك – أي جميع الأدوات المتواجدة تحت تصرفنا في مخزون “حلف شمال الأطلسي” لتقديم الدعم. وفي الوقت نفسه، فإن مجموعة شركاء “الناتو” واسعة النطاق وتشمل دولاً ذات مستويات مختلفة من الخبرة، لذلك نحاول أيضاً إشراك بعض هذه الدول في عمل الحلف بشأن القدرات حين يكون ذلك مناسباً. وبالإضافة إلى مساعدة شركائنا، نحن مهتمون بالكيفية التي يمكن بها للشركاء مساعدتنا على تحسين أدائنا وتطوير القدرات والتدابير المناسبة.
وفي موازاة ذلك، يندرج التعاون مع المنظمات الدولية الأخرى على رأس أولوياتنا، ونشارك في تنفيذ عمليات تعزز الطرفيْن مع “الأمم المتحدة”، و”الإنتربول”، و”الاتحاد الأوروبي”، و”الاتحاد الأفريقي”. ويتيح لنا ذلك أيضاً دعم الدول غير الشريكة في حلف “الناتو” والتواصل معها.
وأخيراً، فيما يخص الأعمال الأولية التي نقوم بها لتحديد الدور المحتمل لـ “الناتو” في مكافحة تمويل الإرهاب، لقد حددنا حتى الآن فكرتيْن أوليتيْن لهذا النوع من مسار العمل. ويتمثل التحدي الأول في كيفية منع الإرهابيين من تمويل أنفسهم من خلال نهب الملكية الثقافية. وعلينا السعي إلى إدراج هذه المهمة في عملنا، وفي طريقة إعداد قواتنا العسكرية للانتشار وتنفيذ العمليات. أما التحدي الثاني فيكمن في تبادل المعلومات المالية المكتسبة في سياق أنشطة الاستغلال الفني/أدلة ساحة المعركة. كيف يمكننا مشاركة هذه المعلومات مع السلطات المختصة؟ لقد بدأت اتصالات أولية مع الشركاء الدوليين المعنيين (“الإنتربول”، و”فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية”، و”مجموعة إيغمونت”) لمعرفة كيفية مواصلة العمل على تنفيذ هذه المبادرة.
خلال الأسئلة والأجوبة التي أعقبت تصريحاته، استكمل السيد كاسكوني عرضه الأولي بملاحظات إضافية حول مواضيع مختلفة:
فيما يتعلق بأفغانستان، يجب أن نبقى حذرين في كيفية تقييمنا لما يحدث وما هي الجهات الفاعلة التي لا تزال متواجدة في البلاد. ويجب أن نفهم بشكل خاص ما إذا كان الوضع الحالي يسهّل بروز جماعات إرهابية أخرى، وإلى أي مدى تشكل هذه الجماعات تهديداً لـ “حلف شمال الأطلسي” وحلفائه الأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، ساعد انتشارنا العملياتي الواسع النطاق في أفغانستان الحلف على إدراك أن الجيوش يمكنها أن تساهم بقدر أكبر في جهود مكافحة الإرهاب العالمية في مجالات مثل أدلة ساحة المعركة والأدلة الجنائية، وما إلى ذلك. ويتعين علينا الآن دمج العبر المستخلصة من أفغانستان وعملنا اللاحق المتعلق بهذه المواضيع في أسلوب عمل جيشنا، وضمان الحفاظ على هذه المعرفة وهذه القدرات وتطويرها في حال اقتضت عمليات الانتشار المستقبلية استخدامها.
وفيما يتعلق بـ «محور الجنوب» (أي “محور المسار الاستراتيجي لحلف «الناتو» في الجنوب”)، فقد تم البدء في عدد من المهام الرئيسية حتى الآن، على غرار تحديد ما يجري في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى مشاريع المساعدة التي يجري تنفيذها في هذه المناطق. ويسمح لنا ذلك بتحديد التهديد بشكل أفضل والاتجاه الصحيح للجهود المبذولة من أجل عمل “حلف شمال الأطلسي” والتعاون مع هذه الدول. ويوفر “محور المسار الاستراتيجي لحلف «الناتو» في الجنوب” منتجات خاصة به، ويتعاون عن كثب مع مقر الحلف في بروكسل ومع هيكلياتنا العسكرية. ويتمثل دوره الأساسي في مراقبة الوقائع والتطورات في مناطق جنوب التحالف، وهذه ميزة فريدة من نوعها يتمتع بها.
وفيما يتعلق بتطور التهديد الإرهابي في أفريقيا (لا سيما في منطقة الساحل)، يركز “الناتو” جهوده في هذه المرحلة على تحسين قدرات شركائنا في المنطقة. إنها ليست قضية انخراط مباشر أو انتشار، بل تتعلق أكثر بكيفية تعزيز قدرات الدول الأكثر تضرراً بشكل مباشر من هذه الجماعات الإرهابية. ويشمل ذلك دعم الجهود ذات الصلة التي يبذلها “الاتحاد الأفريقي” و”الأمم المتحدة”.
أما بالنسبة لجهود مكافحة الإرهاب في سوريا، فينتمي “الناتو” إلى “التحالف العالمي ضد تنظيم «داعش»”. ويُعد التحالف الدولي الجهة الفاعلة الدولية الرئيسية في هذا المجال، ويرى الحلف دوره كمساهم في عمل التحالف، وفي الغالب من خلال “بعثة «الناتو» في العراق” التي تركز على تدريب قوات الأمن العراقية على المستوييْن التكتيكي والمؤسسي.
وعلى صعيد العمل للتصدي لمنظومات الطائرات بدون طيار، يُعتبر “المكتب المشترك للتصدي لمنظومات الطائرات بدون طيار” في وزارة الدفاع الأمريكية المحاور الرئيسي لحلف “الناتو” (وممثل واشنطن في “مجموعة العمل”). وعندما يتعلق الأمر بالتعاون مع المنظمات الدولية، يتم بذل الكثير من العمل مع “الأمم المتحدة” و”الإنتربول” ومؤسسات “الاتحاد الأوروبي” و”المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية”. ونحن نتعاون أيضاً مع القطاعات النشطة في مجال التصدي لمنظومات الطائرات بدون طيار للتعلّم من البحوث التي تجريها ومن معرفتها.
أما بالنسبة لمساعدة الشركاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التصدي لتهديدات الطائرات بدون طيار، فقد بدأ عمل الحلف في المقام الأول بهدف دعم تطوير قدرات الحلفاء في هذا المجال. وفي الوقت نفسه، يمكننا أن نتوقع من الشركاء طلب مساعدتنا. فهناك عمل مثير للاهتمام يمكننا القيام به، ولكن من المهم القيام بالعمل الصحيح. فنحن لا نوفر معدات للتصدي لمنظومات الطائرات بدون طيار، ولكن بإمكاننا إجراء بحوث وتحديد الإجراءات المضادة الأكثر فعالية، وما إلى ذلك. وقد بدأنا بإجراء تجارب ومناورات لاختبار مختلف الإجراءات المضادة. بالإضافة إلى ذلك يجب ألا نتجاهل واقع امتلاك بعض الشركاء لقدرات مشابهة لتلك التي يتمتع بها الحلفاء في مجال التصدي لتهديدات الطائرات بدون طيار. لذلك نحاول أيضاً إشراك عدد من هؤلاء الشركاء في أنشطة فريق العمل المعني بالتصدي لمنظومات الطائرات بدون طيار.
بالإضافة إلى ذلك، قام حلف “الناتو” بعمل موسع في مجال مكافحة الإرهاب بالتعاون مع العديد من شركائه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسيواصل هذا المسار. وتشمل الأمثلة العمل المنجز مع الأردن حيث أجرينا مناورة لتحديد الدعم الذي تحصل عليه عمّان أساساً في مجال مكافحة الإرهاب من دول ومنظمات دولية أخرى، وبالتالي تحديد الفجوات التي يمكن للحلف سدها. كما أننا نبذل جهوداً كبيرة في دعم موريتانيا، وهي ليست فقط شريكاً قديماً لـ “حلف شمال الأطلسي”، ولكنها أيضاً إحدى دول مجموعة الساحل الخمس (حيث نعمل على مكافحة الإرهاب والجوانب العسكرية لأمن الحدود). بالإضافة إلى ذلك، أجرينا مؤخراً محادثات مع تونس.
وفيما يتعلق بما تعنيه هذه المساعدة عملياً، هناك مجموعة من المبادرات المختلفة التي تعتمد إلى حدّ كبير على مطالب الشريك المعني. فنحن ننظم دورات تدريبية (إما داخل دولة ما من خلال “فرق التدريب المتنقلة” أو في مؤسسات التدريب المتخصصة التابعة لحلف “الناتو” و “المراكز المتميزة”)، وندعم العمل على إدراج الدور الدفاعي في الهندسات الوطنية لمكافحة الإرهاب، ونحاول تعزيز التعاون المشترك بين الوكالات.
وأخيراً، فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي ومكافحة الإرهاب، تتمثل النقطة الهامة في تطوير فهم أكثر دقة للدور الذي يلعبه النوع الاجتماعي في الإرهاب ومكافحته. وتنطوي النظرة التقليدية على أن النساء هن ضحايا للإرهاب، ولكن في الواقع، تلعبن النساء كافة الأدوار في هذا المجال، من بينها دور الداعمات والعضوات الناشطات.