الضربة الإيرانية لـ “إسرائيل”.. قراءة متأنية
بقلم / عماد عنان
ليلة ساخنة عاشها الكيان المحتل مساء الأحد 13/4/2024 أثر استهدافه بمسيّرات وصواريخ إيرانية رداً على قصف طائرات الاحتلال القنصلية الإيرانية في دمشق بداية الشهر الجاري والذي أسفر عن مقتل 7 بالحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي، وسط ترقب إقليمي ودولي لما يمكن أن تُسفر عنه تلك الضربات.
وجاء رد طهران الذي أعلنت عنه سابقًا وحددت توقيته وطبيعته وفق ما نشرته وسائل إعلام أمريكية، عبر 170 طائرة مسيرة وأكثر من 30 صاروخ كروز و120 صاروخاً باليستياً تم إطلاقها من داخل الأراضي الإيرانية، دون وقوع خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال بحسب تصريحات مسئوليه.
وقوبلت تلك الضربة بتباين كبير في تقييم نتائجها بين طرفيها، ففي الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال على لسان المتحدث باسمه دانييل هاغاري أنه اعترض 99% من الصواريخ التي أطلقتها إيران قبل وصولها إلى الأراضي المحتلة، و أنّ “عدداً صغيراً” فقط من الصواريخ الباليستية وصل إلى الأجواء الإسرائيلية، قال التلفزيون الرسمي الإيراني، إن “نصف الصواريخ أصابت أهدافها”، فيما ذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية أن أهم قاعدة جوية إسرائيلية في النقب، وهي التي استُخدمت في الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، تعرضت لـ”هجوم ناجح”.
كان الجميع خلال الساعات الماضية في انتظار الرد الإيراني الذي تسرب موعده، وأعد له الكيان وحلفاءه عدتهم الكاملة للتصدي له، مما أفقده تأثيره بعدما غاب عنه عنصر المفاجأة أهم عناصر الرد، إذ لم تجد طهران أمامها سوى الانتقام لمقتل كبار قادتها داخل قنصليتها في دمشق، بأي شكل من الأشكال، في محاولة لحفظ ماء الوجه وتثبيت خطوط الردع مع دولة الاحتلال.
وبعيدًا عن ثنائية التهويل والتقليل بشأن تلك الضربة، ومقاربات طهران وتل أبيب وواشنطن إزاءها، فإنها تعد نقطة تحول في قواعد الاشتباك في المنطقة من الممكن البناء عليها في ضوء ما أفرزته من نتائج ودلالات وما بعثت به من رسائل مباشرة وغير مباشرة.
تحول في قواعد الاشتباك
تضمنت تلك الضربة بعض المستجدات على معادلة الصراع بين إيران وإسرائيل أبرزها:
-أنها أول مرة في تاريخ البلدين تستهدف طهران تل أبيب بالصواريخ بشكل مباشر ومن داخل أراضيها وعلى الملآ، بصرف النظر عن عدد الصواريخ التي سقطت بالفعل في الداخل الإسرائيلي وحجم تأثيرها.
-أول مرة منذ 23 عامًا تُستهدف دولة الاحتلال بالصواريخ بشكل مباشر من خارج جغرافية الأراضي المحتلة، وذلك من أن فعلها العراق في يناير/كانون الثاني 1991
-تنطوي تلك الضربة على كسر الخطوط الحمراء الموضوعة بين إيران وإسرائيل، والتي كانت تقوم على “حروب الظل” غير المباشرة عبر الوكلاء والعمليات النوعية، وذلك بعدما كسرت تل أبيب تلك الخطوط ابتداء باستهداف مقرًا دبلوماسيًا إيرانيًا في دمشق.
-وعليه فإن السمة الأبرز لتلك العملية أنها تشي بتغير كبير في قواعد الاشتباك في المنطقة، واستحداث استراتيجية الردع مقابل الردع، حتى لو كانت على أرضية هشة، وهو ما يمكن أن يكون نواة لتغيرات متلاحقة، ليست على المستوى الإيراني فحسب، لكن على المستوى الفلسطيني والعربي بصفة عامة.
هل حققت إيران أهدافها من الرد؟
بداية لابد من الإشارة إلى أن ما حدث ليل السبت 13 أبريل/نيسان 2024 جاء تحت عنوان “الرد” على استهداف قنصلية إيران في دمشق، هذا الاستهداف الذي أسقط عددًا من القادة في الحرس الثوري، وكان قد سبقه استهدافات أخرى أسقطت قادة لهم ثقل كبير في الفيلق الإيراني.
غير أن الضربة الإيرانية، او الرد كما تسميه طهران، لم تحقق عنصر الانتقام بالشكل المتوقع، فلا أسقطت قادة في جيش الاحتلال ولا استهدفت مقار ذات رمزية سياسية أو عسكرية كما فعلت إسرائيل، فكل ما أوقعته بعض الأضرار في إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية رغم نفي ذلك على لسان بعض المسئولين الإسرائيليين.
ومع ذلك أحدث هذا الرد حالة من الهلع في الداخل الإسرائيلي، وأجبر الجميع على الاحتماء بالملاجئ تحت الأرض، بما فيهم أعضاء مجلس الحرب المصغر، فضلا عما يتوقع أن يحدثه من انقسام سياسي محتمل، في رسالة حاولت من خلالها طهران أن تضغط على إسرائيل لإعادة ضبط بوصلة خطوط الاشتباك معها، وعدم التخلي عن الخطوط الحمراء المتفق عليها والتي يتم التعامل بها على مدار السنوات الماضية.
وبعد الضربات التي تلقتها إيران على أيدي جيش الاحتلال منذ بداية حرب غزة حاول الإيرانيون إرسال رسائل قوية يستعيدوا من خلالها نفوذهم المتراجع ويرمموا صورتهم التي تعرضت لتشويه واضح، فكان هذا الرد الذي وصفه البعض بالاستعراضي أكثر منه الردعي، حيث تؤكد طهران قدرتها على إرسال صواريخها عبر مسافات تزيد عن 2300 كم لتصل إلى قلب تل أبيب وفوق مبنى الكنيست ذاته.
بطبيعة الحال لا تريد إيران توريط نفسها في حرب مباشرة مع إسرائيل ومن خلفها أمريكا ودول أوروبا، إذ أن ذلك يعرقلها عن مشروعها التوسعي الإقليمي وهو الأهم بالنسبة لها حاليًا، لكنها كانت مطالبة بالرد على تحرش الاحتلال بها وكسره للخطوط الحمراء المتعارف عليها.
ومن هذا المنطق يمكن قراءة حالة الاحتفاء التي عمت الشارع الإيراني مساء السبت عقب الضربة، إذ يرون أنها حققت أهدافهم التي سعوا إليها، وبطبيعة الحال هي ليست الأهداف التي يمني بها الفلسطينيون أنفسهم، فما غيرت طهران قواعد الاشتباك مع الاحتلال إلا للحفاظ على سمعتها بعد استهداف قنصليتها وقادتها وليس دعما لغزة التي تتعرض لحرب إبادة منذ أكثر من ستة أشهر وتتعامل معها إيران عبر وكلائها في المنطقة.
ولعل هذا ما يفسر تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، التي قال فيها إن الهجوم على إسرائيل كان “محدوداً”، وأن الأهداف كانت دقيقة للغاية، و”قمنا بتنفيذ عملية محدودة بحجم الشرور التي ارتكبها النظام الصهيوني”، مضيفًا : “العملية تمت بنجاح أكثر مما توقعنا، وحتى اللحظة المعلومات عن جميع الضربات ليست كاملة، والجميع أدرك الآثار المدمرة لهذه الضربات”، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.
في صالح الكيان المحتل.. ولكن
-لاشك أن هذا الرد بتلك الكيفية وهذا الكم الهائل من الصواريخ والمسيرات التي تم إطلاقها من الداخل الإيراني ( أكثر من 300 صاروخ ومسيرة في دقائق معدودة)، حتى وإن لم يصل منها إلا القليل، سيمنح الاحتلال الذريعة القوية لتجييش المجتمع الدولي ضد طهران، ومبررًا مستقبليًا لاستهداف العمق الإيراني، أو على الأقل الاستمرار في سياسة الاغتيالات النوعية.
-وما فشلت فيه دولة الاحتلال والولايات المتحدة قديمًا بشأن تدشين تحالف إقليمي ودولي ضد طهران، ربما يكون اليوم محتملا بسبب تلك الضربة التي يتوقع أن تبالغ فيها تل أبيب بهدف شحن حلفاءها والحصول على المزيد من الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي واللوجستي.
-كما أن تلك الضربة ربما تمنح رئيس وزراء الاحتلال قبلة الحياة فيما يتعلق بغض الطرف عن الفشل المخزي في غزة، وتوجيه الدفة صوب الخطر الإيراني الذي يستوجب توحيد الجبهة الداخلية من جانب، وتكثيف دعم الحلفاء من جانب أخر، وهو ما كان يحلم به نتنياهو منذ بداية الحرب وفشل في تحقيقه في ظل موجات الانتقادات والانقسامات الحادة التي أحدثتها المقاومة بصمودها البطولي، ليأتي الرد الإيراني على طبق من ذهب، هدية لن يرفضها ويمينه المتطرف.
ورغم تلك المكاسب التي قد تحققها دولة الاحتلال من جراء تلك الضربة ولكن:
-كشفت الضربة عن هشاشة الكيان المحتل وأنه دون مساعدة حلفاءه في الخارج لن يصمد أمام أي هجوم أو استهداف، وهو ما يسقط أسطورة القوة العسكرية والجيش الذي لا يقهر والتي تشدقت بها إسرائيل على مدار سنوات.
-هناك كلفة استراتيجية باهظة لدولة الاحتلال جراء تلك الضربة، تتعلق بالكشف عن تفاصيل نظام الدفاع الصاروخي لديها، وانكشاف قدرات الكيان العسكرية بشكل كامل، مما يمنح طهران وخصوم دولة الاحتلال بصفة عامة خريطة كاملة لمناطق تمركز الأنظمة الدفاعية والأماكن التي تتواجد بها قواعد ومنشآت أمريكية في الأردن والخليج، وهي القواعد التي استخدمت في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية.
-أسقطت الضربة استراتيجية الردع الإسرائيلي التي كان يعتمد عليها الاحتلال في ترهيب خصومه وتشجيع اليهود في العالم على الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهي الاستراتيجية التي أسقطها طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي لتعززها الضربة الأخيرة في الثالث عشر من أبريل/نيسان
أمريكا الرابح الأكبر
تتربع الولايات المتحدة على عرش الرابحين من جراء الرد الإيراني الذي جاء تحت أعينها وبالشكل المقبول بالنسبة لها، فهي بذلك حققت عددًا من المكاسب من وراء تلك الضربة:
-حققت التزامها بالدفاع عن حليفها الإسرائيلي وتجنيبه أي تصعيد إيراني مفاجئ من شأنه أن يهدد الكيان، وذلك بالتنسيق مع طهران بشأن توقيت العملية وطبيعتها وبالتالي منحت تل أبيب الفرصة والوقت والإمكانيات الكافية للإعداد واتخاذ إجراءات الحيطة الضرورية.
-تجنب نشوب حرب مباشرة وكبيرة في الشرق الأوسط بما يضع مصالح أمريكا في مرمى الاستهداف الإيراني من جانب، ويمنح خصوم واشنطن الشرقيين، موسكو وبكين، فرصة لتوظيف المشهد لحسابات سياسية واقتصادية تضر بالولايات المتحدة وتقزم من حضورها في المنطقة.
-ذريعة جيدة يمكن لأمريكا من خلالها تكثيف تواجدها في المنطقة وتدشين تحالف إقليمي ودولي لمواجهة طهران وهو التحالف الذي فشلت في تدشينه في السابق، هذا بخلاف إمكانية توظيف ما حدث لتحقيق مكاسب اقتصادية أخرى عبر تنشيط سوق السلاح وبيع صفقات جديدة لدول الخليج والشرق الأوسط.
-توظيف المشهد الحالي دعائيًا بالنسبة لإدارة بايدن خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك بعد موجة الانتقادات التي تعرض لها مؤخرًا وتسببت في تراجع شعبيته بسبب سياسته تجاه حرب غزة.
-وفي ضوء المكاسب التي ستحققها أمريكا من وراء الضربة الإيرانية بكيفيتها تلك، تضغط إدارة بايدن بالاكتفاء بهذا الرد دون توسعة الصراع عبر رد إسرائيلي على تلك الضربات، بما يؤدي للانزلاق نحو حرب مباشرة، وهو ما أكده موقع “أكسيوس”، الذي نقل عن مسؤول أميركي رفيع، قوله إن الرئيس الأميركي أبلغ نتنياهو، في الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه عقب الهجوم الإيراني، أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي على إيران، وهو الموقف الذي سيجبر تل أبيب بالفعل على إعادة نظر في تصريحات قادتها بشأن الرد على الضربة الإيرانية.
أي تأثير على غزة؟
لعل المكرمة الأبرز للضربة الإيرانية أنها خلقت ليلة استثنائية لسكان غزة، فلأول مرة منذ أكثر من 190 يومًا ينام الغزيون دون ازيز الطائرات وصوت القنابل والقاذفات، حيث كانت جهود الاحتلال كلها موجهة للتصدي للهجوم الإيراني المحتمل.
ومع بداية الضربة كان التساؤل الأبرز على ألسنة المحللين والمتابعين: ما تأثير ذلك على الوضع في غزة؟ وهل يصب هذا الرد في صالح سكان القطاع؟ وما طبيعة هذا الصب، إيجابا وسلبًا؟، وإزاء علامات الاستفهام تلك التي تطل برأسها باحثة عن إجابة، انقسمت الآراء بشأنها إلى قسمين:
الأول: يستبعد أن يكون لهذا الرد أي تأثير على المشهد الغزي، مثله مثل الضربات الأخرى التي يوجهها حلفاء إيران في المنطقة، جنوب لبنان واليمن وسوريا والعراق، فهي تأت في إطار التضامن الرمزي دون إحداث تغيرات جذرية في قواعد اللعبة، كما ذهب المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة.
الثاني: يرى أن أي ضربة للكيان المحتل مهما كانت رمزية فهي مفيدة لسكان غزة، كونها تخفف الضغط وأعباء الحرب التي تشنها إسرائيل عليهم، كما أشار أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، محمد مختار الشنقيطي، الذي يستند في رأيه هذا إلى الاستفادة التي حصل عليها الغزيون بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث “بدأت إسرائيل تسحب معظم قواتها من غزة، فيما يبدو أنه استعدادٌ وقائيٌّ لأي مواجهة على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، بحكم التحكم الاستراتيجي الإيراني في هاتين الجبهتين”.
ويرى الشنقيطي أن هناك فوائد يمكن لجبهة غزة تحقيقها من وراء تلك الضربة أبرزها: اضطرار الإسرائيليين إلى وقف الحرب في القطاع، فجيش الاحتلال المستنزف منذ السابع من أكتوبر لا يقوى على فتح جبهتين قويتين في نفس الوقت، الشمال حيث جنوب لبنان والجولان السوري والجنوب في غزة، كذلك ضغط واشنطن لوقف الحرب في القطاع تفاديًا لانفجار إقليمي غير مُتحَّكم به، احتمالية زيادة الدعم العسكري الإيراني للمقاومة الفلسطينية نكاية في إسرائيل وانتقاما منها، هذا بخلاف الصدمة النفسية المحتمل تعرض الشارع الإسرائيلي لها بسبب تلك الضربة بالتزامن مع صمود المقاومة وتكثيف جبهة لبنان واليمن لعملياتها.
موقف الأردن.. علامة استفهام كبيرة
كشفت الضربة الإيرانية هشاشة وازدواجية السياسة الأردنية إزاء الحرب في غزة، فبينما يصدح قادة المملكة بمعاداة الاحتلال عبر الكلمات الرنانة والهتافات الشعبوية العروبية القوية، إذ بالموقف الأردني جاء صادمًا للجميع، حيث أعلنت عمّان منذ بداية إطلاق المسيرات والصواريخ الإيرانية استعدادها وجيشها للتصدي لتلك الصواريخ بما يحول وصولها إلى الكيان المحتل.
وعلى العكس من ذلك فتحت مجالها الجوي للطيران الحربي الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني لمواجهة صواريخ إيران وإسقاطها قبل أن تدخل الأجواء الفلسطينية المحتلة، وهو الموقف الذي يتناغم بشكل كبير مع موقف المملكة منذ بداية الحرب والذي كان مثار جدل وانتقادات حادة.
البداية حين فتحت المملكة الطريق البري لإدخال المساعدات والشاحنات لـ”إسرائيل”، بمساعدة الإمارات، بعد إغلاق طريق باب المندب على أيدي الحوثيين، لتتحول إلى شريان حياة ورئة تنفس ضرورية للكيان المحتل الذي يشن حرب إبادة شعواء ضد الفلسطينيين الذين يموتون قصفًا وجوعًا على أيدي قواته.
ثم عاودت الجرة حين قمعت التظاهرات الداعمة لفلسطين والاعتداء على الأردنيات المشاركات في تلك الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة، فيما أطلقت أبواقها الإعلامية لتخوين المشاركين في الحراك الشعبي وشيطنة أهدافه، في مشهد يكرس لحالة الانبطاح التي باتت عليها المملكة ومن هم على شاكلتها من المطبعين العرب.
وفي الأخير، يمكن القول إن الرد الإيراني وإن كان عرضًا مسرحيًا كما يقول البعض، لكن لا بد من قراءته في ضوء سياق عام وأهم، هذا السياق يرسخ لقواعد جديدة للاشتباك، لم تعد فيها دولة الاحتلال بمأمن مهما كانت قوتها الرادعة، والفضل في ذلك يعود ابتداء وانتهاء إلى طوفان الأقصى وصمود المقاومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى اليوم.