
“غزة لغة الإنسانية”.. صرخة في ضمير العالم الميت
القاهرة – فريق التحرير
تنتهي كل القيم والمبادئ والأفعال التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات عند نتنياهو وحكومته، من جديد يتم تنفيذ خطة لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة حيث تشمل “السيطرة” وتعزز فكرة الهجرة للسكان.
وتتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عملية “عربات جدعون” التي أطلقتها إسرائيل مطلع الشهر الجاري تستهدف احتلال حوالي 75% من قطاع غزة خلال شهرين، فيما يسيطر الجيش الإسرائيلي فعليا الآن على نحو 40% منه.
وبينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في الابادة والتجويع لأهل غزة، تتعالي من جديد أصوات الشعوب في الدول الغربية من أجل الإنسانية في غزة.
وعن غزة لغة الإنسانية، والتي أصبح نهار سكانها مثل الليل، لا يستطيعون أن يعرفون آخره مع حالة القصف والتشريد المستمر والجوع والحصار، صدر كتاب تحت عنوان ” غزة لغة الإنسانية ” باللغة العربية والإنجليزية . للكاتب الصحفي السيد الربوة خلال ابريل/ نيسان 2025
وفي مقدمة الكتاب يتحدث الكاتب عن مجموعة القيم التي تتمثل في، الرحمة، العدل، الحب، التسامح والاحترام المتبادل،وأن هذه القيم توجه سلوكنا وتحدد علاقتنا بالآخرين، وكيفية رؤيتنا لأنفسنا والعالم من حولنا، وأن الإنسانية تؤكد على حقوق الإنسان الأساسية، مثل الحق في الحياة، الحرية، الكرامة والمساواة، وهو ما يفتقده شعب غزة بسبب ممارسة الاحتلال الصهيوني .
وأشارالكاتب إلي معني كلمة ” غزة ” وتضارب الآراء واختلأف التفاسير في معنى كلمة ” غزة “مستند إلى عدةرمراجع من بينها،المؤلف والكاتب “عارف العارف” في كتابه ” تاريخ غزة ” الذي يقول أن هناك من يقول أنها كلمة مشتقة من ” العزة ” والمنعة والقوة ، ويعلل الفريق الذي في مقدمته،”يوسابيوس القيصري”، الذي أطلق عليه “أبو التاريخ الكنسي، ويرجعوا ذلك، بسبب الحروب التى جرت فيها وحولها، والتي صمدت لها صمود الجبابرة مدينة غزة، وانضم إليه في ذلك، “السير وليام سميث” في قاموس العهد القديم الذي صدر عام 1863،ويحمل أسم غزة معاني أخري.
ويتحدث الربوة عن أرض غزة التي يبلغ طول قطاعها 41 كيلومترًا، ويتراوح عرضه من 6 إلى 12 كيلومترًا، وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كيلومترًا مربعًا. يعيش في ذلك القطاع ما يقارب 2 مليون فلسطيني، ولقد ساق، المؤرخون عن غزة، عبارة، ” من أخضعها أخضع غيرها، ومن ملكها هان عليه تملك غيرها.
شعوب العالم وغزة
وتحت عنوان “شعوب العالم وغزة ” يشير الكاتب إلى خروج مواطنون من أكثر من 50 دولة إلى الشوارع للاحتجاج على الحرب المستمرة في غزة. من المدن الكبرى في أوروبا إلى البلدات الصغيرة في أفريقيا وآسيا،حيث اتحد الناس من جميع الأعمار والخلفيات والمعتقدات في دعواتهم إلى وقف فوري لإطلاق النار وسلام دائم في المنطقة. ويظهر العدد الهائل من البلدان المشاركة بصفة مستمرة، في هذه المظاهرات الغضب والتعاطف العالميين تجاه محنة المدنيين الأبرياء الذين وقعوا في مرمى النيران.

ويتحدث الربوة أيضأ عن الخديعة الكبري التى مارسها الاحتلال الصهيوني للعالم بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 في غزة، من خلال الصورة التي صدرتها إسرائيل،عبر وسائل الإعلام التابعة لها والتي تمولها بصفة مستمرة في أمريكا وغيرها، عن طريق معلومات مغلوطة وصوروفيديوهات مفبركة، كان الهدف منها أستعطاف الجميع نحو إسرائيل،وقاد اللوبي الصهيوني مظاهرات من أجل التعاطف، عقب عملية طوفان الأقصى والتركيز على أزمة الرهائن الأسرائيليين.
ويؤكد الربوة في كتابه على أن ما فعلوه في فلسطين واضح للجميع، ويظهر ذلك جلياً في غزة، طيلة الفترة الماضية،من قتل وسحق وتدمير لمدنيين عزل، وما يجب علينا فعله هو نشر التوعية بأهمية حقوق الإنسان واحترام الآخرين، وأن الكتاب في عام 2025، موجه إلي الفئة الأولي التي خرجت من أجل غزة في العالم كله،شباب دول العالم أجمع،والشباب الأمريكي الذين تعالت أصواتهم وأفاعلهم من أجل الإنسانية، وهو بمثابة مرجع مصغر للأحداث، بعدما شاهد العالم لأول مرة في التاريخ حرب الإبادة لشعب غزة ” LIVE ” .
الحركة الصهيونية
الربوة تحدث أيضاً في الكتاب عن الحركة الصهيونية، وإلى أن المسألة ليست كره اليهود، كما يصدر الصهاينة للناس في كل العالم،وأن المسلمين تؤمن بكل الديانات السماوية، اليهودية- المسيحية – وبالقطع الإسلام. وإن الصهاينة هم أعداء اليهود. وينظر الصهاينة إلى اليهود الحقيقيين الذين يعارضون هذا باعتبارهم أعداء. ولهذا طرح الصهاينة نظرية معارضة الصهيونية هي معاداة للسامية.
منوهاً إلى كتاب الصهيونية العالمية للكاتب المصري الراحل محمود عباس العقاد، الذي يقول فيه عن الحركة الصهيونية،الذين تذرعوا باسم الإنسانية لتعليل هذه الحركة الجهنمية. فهم يقولون — ولا يملون تكرار القول — إن الاضطهاد هوعلة الصهيونية الأولى، وإن قيام الصهيونية يقضي على هذه العلة أو يمنع تجديدها.
والحقيقة التي أريد أن أقولها هي أن الاضطهاد نتيجة لداء مزمن في اليهود سيبقى معهم في دولتهم الجديدة كما كان معهم في دولتهم القديمة،وصدق العقاد فيما قال فعندما تعالت أصوات الصراخ في العالم من أجل ما يحدث في غزة، خرجت عقدة الأضهاد المزمع لليهود، وتعال صراخ اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا ، لكل من يقول كلمة من أجل الإنسانية.
ويتطرق الربوة إلى نشأة المنظمة الصهيونية والتي كانت عام 1897 باسم “المنظمة الصهيونية” في مؤتمر بازل بسويسرا، وأنها إطار تنظيمي يضم كل اليهود الذين يقبلون ببرنامج بازل.وهدفت لإقامة وطن قومي لليهود، وكان من مؤسسي هذه المنظمة ” ثيودور هرتزل “

كما يتحدث في الكتاب إلى أدق التعريفات للصهونية، والتى من بينها تعريف الكاتب الراحل ” نجيب نصار”، وقد كان رائدًا من روَّاد مناهضة الحركة الصهيونية، وهو الأديب والصحفي الملقب بشيخ الصحافة الفلسطينية،وقد كان لمعرفة نصَّار باللغتين الإنجليزية والعبرية من الأدوات التي ساعدته في تتبُّعه الدقيق للحركة الصهيونية، في كتابه ملخص تاريخها، غايتها وامتدادها حتى عام ١٩٠٥م، والذي صدرفى نفس العام.
وعن علامات قوية تشير إلي إستغلال الصهيانية مسألة ” معادة السامية يستند الربوة إلى فقرات من كتاب أوراق الموساد المفقودة، “لجاك تيلور” ضابط إتصال سابق في جهاز الإستخبارات الأميريكية وفي إطار معاداة السامية، يشير إلى وثيقة منسوبة إلى الموساد، ونقلاً عن الجهاز المذكور، إلى أن مصطلح العداء للسامية يطلق تحديداً ليعني العداء الشديد للعرق السامي. بالطبع أنه لا وجود لهذا الأمر، ومن ثم فهي تسمية مغلوطة منذ البداية، إنها في الواقع تعني، على وجه الدّقة، الكره الشديد لليهود الأوروبيين، الذين من المحتمل أن يكون لدى الأغلبية منهم نفس النسبة المئوية من الجذور السامية مثل أي أوروبي آخر.
بيروبيجان أرض اليهود في روسيا
ويفتح الربوة في كتابه نافذة جديدة لكذب الصهاينة حول عدم وجود أرض لليهود. فيقول إن اليهود وخاصة الصهاينة منهم،كذبوا علي العالم وزعموا إبان الحرب العالمية الثانية، أنهم في احتياج شديد إلي وطن لهم وأن أرض فلسطين هي الوطن لهم، ولم تكن هناك حاجة شديدة لتشريد وقتل ونهب الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، فخيار الانتقال لتلك الجمهورية التي كانت موجودة فعلياً كان متاحًا أمامهم ولكنهم فضلوا فلسطين.
لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على فلسطين من أجل مصالح قادتهم الشخصية والأقتصادية، ومن أجل موقع فلسطين وزيادة في الأمرالقدس والأراضي المقدسة. وأرض اليهود منطقة حكم ذاتي قريبة من أوكرانيا أنشئت فى 7 مايو 1934 ، باعتبارها كياناً إدارياً يهودياً بصفة قانونية رسمية – و تقع جنوب شرق روسيا، وتحدها الصين من الجنوب، وهي المنطقة الوحيدة في الاتحاد الروسي.
تظاهرات العالم من أجل الإنسانية
ويسجل الكاتب في كتابه ” غزة لغة الإنسانية” تظاهرات العالم من أجل غزة و الإنسانية. فيتحدث عن أغنية فرقة الكوفية السويدية، التي أصبحت أيقونة المظاهرات في العالم كله، مع أحداث غزة، “تحيا فلسطين أو تعيش فلسطين” وعلي الرغم من أنها ، صدرت عام 1978، أول مرة ضمن ألبوم غنائي يحمل عنوان “أرض وطني”وهوالألبوم الثاني لفرقة الكوفية،والتي أسسها جورج طوطري فلسطيني عام 1967 عندما غادرمن قمع الأحتلال الصهيوني إلى السويد. إن كتاب ” غزة لغة الإنسانية” كما يقول السيد الربوة. يحاول أن يسجل للتاريخ الانتقال الذي حدث في وعي شعوب العالم تجاه القضية الفلسطينية،ولغة الإنسانية تجاه أهل غزة، والتذكير بما فعلته الحكومات الإسرائيلة المتتالية والقيادات المتطرفة من الصهاينة، من مجازر ودمار الذي لحق بفلسطين عاماً بعدعام، وعرف العالم حقيقة القادة المتطرفين في إسرائيل،سواء كان نتنياهوأوغيره، في غزة منذ 7 أكتوبرعام 2023 إلي الأن