مقالات

شمس الدين بلعربي يكتب: الإسلام حصن العدالة.. لذا يخافه العلمانيون

سوف أتكلم بعيني و أترك لساني صامتا .

فالألسنة في هذا العالم كثيرة بسبب اختلافها، قد تقول هذه الألسنة  الصدق و  قد تتقول بالكذب ، إذن لكي أحذف كلمة ( قد ) بعد نطق الألسنة يجب الدليل المرئي لأتحقق من صدق الكلام من كذبه ، إذا لماذا لا أذهب مباشرتا لدليل المرئي و أختصر الوقت الضائع و هنا سؤال وجيه

أنا ماذا أشاهد ؟ أنت ماذا تشاهد ؟ أنتي ماذا تشاهدين ؟

و أنا أعيش اللحظة ، أشاهد عالم مبعثر متصارع ، فوضي تسربت الي أدق تفاصيل الحياة العامة ، تم كسر سلم طبقات المجتمع . أصبح الناس في حيرة بعد أن وجدوا أنفسهم وسط دوامة عنيفة تزداد عنفا بعد كل شهيق و زفير و بعد  كل رمشة عين كما أرى أنا في هذه اللحظة الأن و أنا أكتب  …. الحيوانات و باقي المخلوقات الغير الأدمية هي الاخري أصبحت في حيرة من تناقضات لا تناسب و فطرتها السليمة … أمر كارثي  حروب ظالمة .. قتل الأطفال الرضع و الصبيان و الشيوخ و النساء و الحيوانات ، الدمار ،  المجاعة ، الفقر و أمور كثيرة ..!

في وسط كل هذا الابتلاء و الضيق يزداد و يقوى  إيماني بالله سبحانه وحده العلى القدير و هذا سر السعادة في وسط كل هذه الفوضى و الجزئيات المتجزئة و متفرعة . 

لنقف جميعا عند السؤالين في سؤال واحد  ، أين الخلل ؟ و من المسؤولون عن هذا الخلل المتعمد ؟! الجواب علي هذا يتطلب دراسة الحلول لمعرفة الخلل و من تسبب فيه .

من هنا سأبدأ بالحديث عن العالم الإسلامي العربي بحكم أنني ولدت في هذه  المنطقة  و ترعرعت و منها انطلقت  نحو العالم الغربي .

الدين الاسلامي هو محور ركيزة العالم العربي  ، إذا فتحنا خريطة العالم نرى أن دين الإسلام رسم خريطة عريضة مركزها وسط العالم ممتد من الشرق إلي غرب وصولا للبحر الواسع و  للإشارة هنا من الواجب تصحيح المصطلحات حيث أنه يوجد إما شرق أو وسط أو غرب ، لا يوجد أصلا منطقة  اسمها ( الشرق الاوسط ) هذا اسم يحمل مدلول خاطئ و مشوش و من أطلق هذا الاسم على المنطقة أهدافه واضحة للعيان .

 نعود لموضوع خارطة العالم الإسلامي هذه الخريطة و رغم قوتها التي حكمت لقرون لم تمحي الكنائس المسيحية العتيقة التي بنيت قبل الإسلام و المؤرخة في مخطوطات القديمة ، كذلك المسيحيين و اليهود يعيشون في العالم الاسلامي إلى اليوم .

 كيف عاش المسيحيون و اليهود من أهل الذمة ؟ هل عاشو بحرية ؟ يدعي العلمانيين و المستشرقين  الغربين أن الاسلام هو خطر علي باقي الشعوب و أنه جاء بحد السيف !! أقول لهم : لو لم  يعيش المسيحيون و اليهود  بحرية لكانت كنائسهم غير موجودة اليوم في القدس بحكم أن الإمبراطورية الإسلامية كانت قوية و المسيحيون كانوا قلة ، إذن لماذا لم يقضي المسلمين علي المسيحيين و اليهود ؟ لماذا لم يتم هدم الكنائس  و البيع ؟  لماذا لم يتم منعهم من الدفن في مقابر خاصة لهم ؟ طبعا الكل يشاهد المقابر الخاصة بالمسيحيين و اليهود في وسط المدن  الإسلامية التي هي شاهدة اليوم علي عكس ما تقولون أيها العلمانيون و المستشرقون .

  هنا أنتظر الإجابة من الذين يدعون هذا ( انا انتظر و لكم الوقت لتلفيق للإجابة)

الصراع الدائر اليوم بين الشرق الذي نقصد به توجهات عديدة  و الغرب الذي نقصد به توجهات عديدة كذلك بداء منذ الحروب الصليبية لكنه اخذ مفهوم أعنف  و أخطر منذ ظهور الصناعة في الغرب حيث بداء العالم يأخذ مسار متسارع  و أصبحت المادة أكثر قيمة من الإنسان لأن التطور أصبح يتقدم بوتيرة تنظر إلي الأمام فقط و تدوس علي أى شيء يعارضها لمجرد لسبب  و هكذا أصبحت  وسائل الصناعة هي أساس قاعدة بناء المجتمع مقارنتا مع  الانسان الذي أصبح مجرد وسيلة للبناء و  الإنتاج و فقط و تم قتل التفكير  الي أن وصلوا إلي درجة الاحتلال و تعدي علي الدول  .

الاحتلال هنا له عدة أسباب منها طمع في الثروات بدرجة أساسية و الاحتلال الفكري بدرجة ثانوية التي تخدم الأساسية ، بمعني أن الاحتلال الفكري جاء لكي يكسر أي فكرة تقاوم المستعمر و تمنعه من السيطرة علي جميع ثروات تلك الدول بما فيها السكان الأصليين و جعلهم كدروع بشرية تستعمل في البناء و استصلاح الأرضي مقابل عدم القتل و بقايا الخبز المنهوش المرمي في أكياس القامة المرمية أمام بيوت المعمرون

قام الغرب باحتلال افريقيا بما في ذلك شمالها ( غرب  العالم العربي الاسلامي )  وبعدها تتالت هجمات المحتالين الغربيين لباقي الدول الاسلامية في الشرق حتى تم احتلالها لسنين طويلة جدا تم خلالها قتل الملايين من الأبرياء بأبشع الطرق و  نهب الثروات و حرق المكتبات و كل أثار العلم و الطب و الفن و حرمان الاطفال من التعليم لتجهيلهم بشكل عمدي ،. في الواقع مهما وصفت و كتبت تبقى المقابر و الصور و الفيديوهات المسربة من الأرشيف الاستعماري و المجاهدين الذين مازالوا أحياء خير دليل علي ما أكتب . في المقابل وفر المحتل العيش المريح لفئة قليلة من بناء الأرض المحتلة من العملاء الذين دعمهم بالسلاح و المال و أوسمة الشرف كما يسميها لكن في الواقع هي أوسمة الذل و العمالة  ، و وفر لهم الحماية لأنه وجد فيهم غايته ليترجموا و يشرحو أفكاره المقيتة  لبثها و نشرها في أوساط أبناء جلدتهم المساكين .

 تعاون المستعمر كذلك مع  بعض شيوخ القبائل الذين تم إغوائهم بالمال و المزايا و كذلك  و بعض الفنانين الجهلة أنداك ليتم الزج بهم في الاسواق الشعبية و هم يخطبون في وسط الحشود الشعبية ؛ و قد أظهرت بعض  الفيديوهات القديمة وجوه بعض المواطنين الذين   تتسم بالحيرة و غبن و الفقر و عدم الفهم لما يجري حولها و هم ينصتون لشخص  باللباس العربي و علي صدره أوسمة العاب و الذل الاستعمارية و هو يتكلم بفخر عن المستعمر  الذي يحتل بلده !

لكن بعد كل غفوة صحوة حيث بدأت الشعوب  تنتفض بشكل مفاجئ و بدأت في محاربة المستعمر الذي كان للإنساني ضد الأنسان صاب الأرض و الأصل .

 الجهاد و المقاومة كان الطريق الظاهر المفتوح لاسترجاع الوطن بفضل الله سبحانه .

بالنسبة لمقارنة القوة ليست سوية علي الاطلاق لأن المستعمر كان مدجج بالسلاح الضخم و المجاهدين في الدول الإسلامية كانوا بالبنادق و السيوف و الأسلحة المصنوعة يدويا و كان مبدأ تحرير الوطن هو الإسلام و الشهادة في سبيل الله ، هنا أقصد الإسلام السني  الخالي من الخرافات و المعتقدات المخالفة لشريعة الاسلامية حيث أن هذه الخرافات انتشرت عبر حقب زمنية معينة حيث كان الجهل أشبه بالطاعون الذي قرئنا عنه في الكتب تاريخ الأوبئة التي أهلك الملايين من البشر في القرون الماضية .

الضغوط و التقتيل و وسائل الخبث التي استعملها المستعمر كلها لم تنفع أمام أسرار  الشعوب لنيل استقلالها و استرجاع الثروات من هذا  الاحتلال الغربي  المجرم الذي تلقى مقاومة شرسة من مجاهدين متمسكين بدينهم الاسلامي الحنيف ، فحسب تجربتي و مخالطتي الأوساط الفنية و الثقافية الغربية تيقنت بعد دراسة و بحث معمق و تمحيص دقيق توصلت إلي حقيقة أن الغرب  الصهيوعلماني يخاف من الإسلام  فقط أقصد الإسلام السني هذا ليس كلامي و لا فكرتي بل من يتعمق في قراءة الكتب و المجلدات الغربية سيجد ما أكتبه صحيح و لهذا السبب تجد الدول الاستعمارية  تتحالف مع بعضها ضد الإسلام السني الذي جعل المستعمر يخرج  من الدول الاسلامية الواحدة تلوى الأخرى حتى نالت كل الدول استقلالها بعد دفع ثمن باهض .

بعد خروج المستعمر بدأت المرحلة الأخطر في تاريخ الصراع بين الغرب و الشرق بل هي الفتيل الذي أشعل الصراع المتزايد بهذا الشكل المشين في العالم . بعد استقلال الدول الإسلامية المدمرة  و الجهل العام  الذي خلفه المستعمر ظهر بعض العرب  المتأثرين بمخلفات الفكرية الاستعمارية فلبسوا اللباس الغربي و بدأوا يتحدثون باللغة المحتل ويمشون و يجولون في الأحياء و الشوارع بمزايدة علي أبناء عمومتهم وباقي المجتمع و يدعون أنهم علمانيون و حداثيون و بدأوا يمدحون الغرب المتقدم اقتصاديا و يعيبون سلوكيات أجدادهم ،  ملاحظة ( السلوكيات الاجتماعية لشريحة واسعة  من المجتمعات العربية كانت سيئة و ازدادت سواء مع مرور الزمن بسبب تبعيات الاستعمار ) ، لكن يجب علي العلمانيين العرب ان ينتقدوا من كان سبب في انتاج هذه السلوكيات المشينة المنتشرة في العالم الاسلامي و انا لا أبرء من يقوم بهذه السلوكيات المشينة من ابناء المجتمع العربي بل اتهمه كذلك علي عدم تثقيف نفسه بالسلوكيات الإسلامية التي تدعوا الاخلاق الحسنة و المناقب النبيلة و لازلت و يلومونهم علي أن سبب تخلفهم هو عدم إتبان منهج الغربي العلماني في طريقة العيش و التفكير و أن التقدم لا يكون الي عن طريق العلمانية أي إتباع العلم التجريبي و بعدها بدأت كتبهم و أفكارهم  تنتشر عبر وسائل الإعلام في الدول العربية و صورهم تتصدر بعض المجلات و الصحف و فتحت لهم الجامعات اللقاء المحاضرات و دور النشر لطبع كتبهم و بعد سنين من نشرهم و بالموازنات مع انتشر الفكر الاشتراكي في العالم الاسلامي العربي اتخذ الموضوع طريق آخر  بحيث بداء العلمانيون ينتقدون كل ما هو إسلامي و كل ما له علاقة بالإسلام و انتقدوا العرق العربي و الأصل العربي بل أنكروه ببعض البحوث المضحكة حتي اللغة العربية انتقدوها كلغة و السبب أنها لغة القرآن الكريم .

 حاولوا نشر (نظريات كاذبة)  باي طريقة حيث زوروا جماجم لإثبات نظرية الوراثيات الجينية لداروين التي تقول أن الإنسان أصله  قرد حتي تم كشف هذا التزوير  و الدلائل موجودة لمن أراد البحث في صحة كلامي لأنني لا أريد التفصيل اكثر فالمقال لا يتسع لتفصيل هذا الموضوع ، و كل هذا ليثبتوا أن العلم يتناقض مع الإسلام و هذا مالم يستطيعوا إثباته و لن يستطيعوا إثباته

و في الأخير :  اذا كان العلمانيون ينتقدون الإسلام على أنه يقيد حرية المرأة و يحرمها من حقوقها إذا لماذا ينتقدون  تعدد الزوجات في الاسلام ؟؟! أليس زواج الرجل من النساء الأربعة يرجع الي حريته في الزواج و التعدد ؟ أليس هذا يرجع بالأساس لحرية النساء الأربعة بقبول أو الرفض الزواج بالرجل ؟! أليست كل مراءة لها حرية القبول أو الرفض بالزواج برجل متعدد الزوجات ؟ إذا لماذا أيها العلمانيون تتدخلون في شؤون المرأة و حريتها الشخصية ؟؟!

*كاتب متخصص في الفن التشكيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى