
أمينة العناني تكتب: منطقة حساسة + 18
” تعالي معايا وهجيبلك حاجة حلوة.. خد الشوكولاتة دي وتعالى معايا.. بص اللعبة الجديدة دي تعالى نلعب بيها سوا”.. تختلف أساليب الاستدراج الذي يقوم بها المعتدي لجذب الطفلة أو الطفل الذي يرغب في استدراجه ليقوم بعمل غير لائق معه.. وقد تتغير وسائل الاستدراج من طفل لآخر أو من متحرش لآخر.. ولم يعد الأمر يقتصر على القيام به في مكان مهجور أو في منطقة زراعية أو على سطح منزل.. بل أصبح يحدث في المدارس دون خوف.. وبالرغم من أن هذه الظواهر قد تشير إلى أن هذه الأحداث قد تحدث في مدارس أهلية.. لكن للأسف أصبحت ظاهرة من الممكن أن تحدث حتى في المدارس الدولية، ذات الصيت والجاه والاستعدادات الأمنية المكثفة.
ولأن الأطفال ولأسباب كثيرة لا يتحدثون عن الإساءات الجسدية التي قد يتعرضون لها للكثيرمن الأسباب، فللأسف تكون أكبر فئة تتعرض للتحرش في مصر من الأطفال، وحسب تقرير للمجلس القومي للأمومة والطفولة فإن نسبة ضحايا الاعتداءات الجنسية تصل إلى 85% من الأطفال.. ولأن المعتدي يطلب من ضحيته دائما من خلال تهديده بألا يتحدث عن ما حدث مع أي شخص، خاصة أبويه، فتظل هذه التصرفات في طي الكتمان، خاصة إذا كان المتحرش فرد من أفراد العائلة أو صديق مقرب أو معلم، وكلهم أفراد يتمتعون بثقة زائدة من الأسرة.
اسكت شوية.. راسي وجعاني.. بطل رغي وكلام كتير”.. ولأن معظم هذه العبارات هي الدارجة في المنزل.. فالأب يشعربالتعب والأم دائما تشعر بالمرض من كثرة الأعباء الموكلة إليها.. فلا يجد الطفل من يمكن له التحدث معه.. فيكون فريسة سهلة للمتحرش والمعتدي وكل من قد يعلمه أي سلوكيات خاطئة غير سوية..
عزيري القارئ.. عزيزتي القارئة.. هل تعتقدون أن ظاهرة التحرش الجسدي، للأطفال، المنتشرة على السوشيال ميديا حاليا، هي ظاهرة جديدة على مجتمعاتنا.. دعوني أذكركم ببعض الأعمال الأدبية والفنية التي تناولت هذه الظاهرة.. الأديب العالمي نجيب محفوظ، بدأ المسيرة عام 1959 برواية” أولاد حارتنا”، تلتها رواية” ميرامار” عام 1967، ثم رواية الحرافيش عام 1977، وكانت رواية ” عمارة يعقوبيان” للكاتب علاء الأسواني عام 2002، والتي ترجمت إلى عمل فني بطولة الفنان الكبير عادل إمام والفنان خالد صاوي عام 2006.. لا يطلق الكاتب لخياله العنان إلا بشرارة من أحداث رآها أو سمع عنها.. وسبب انتشار هذه الظاهرة الآن، هو فقط تسليط الضوء عليها من قبل وسائل التواصل الاجتماعي..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته “.. عزيزتي القارئة.. عزيزي القارئ.. انتبه جيدا ودق ناقوس الخطر في رأسك قبل أن يطرق بقسوة على رأسك.. علموا أبنائكم” حدود جسدهم” .. وشددوا عليهم مرارا وتكرارا.. أنه بأجسادهم مناطق محرم على أي كان وجد بالأرض الاقتراب منها أو لمسها.. لا تكبتوا أبنائكم علموهم الصياح وقول ” لأ” بصوت صارخ لكل من يحاول أن يتجاوز حدوده معهم.. كونوا دائما أصدقاء مقربين لأبنائكم، استمعوا إليهم لا تنهروهم.. دعوهم يتحدثون بكل ما تعتمل به نفوسهم مهما كان.. راقبوا كل من يقترب منهم سواء معلمين أو مدربين أو حتى أقارب مهما كانت درجة قرابتهم.. لا تتركوا أبنائكم بمفردهم لأي سبب مع شخص لا يعتبر أهل للثقة.. لا تتركوهم يحادثون غرباء على مواقع التواصل الاجتماعي.. فعلوا برامج الحماية الأسرية الحديثة على هواتفهم.. أفعلوا أي شيء وكل شيء لحماية أبنائكم.. هم أمانة بين أيديكم ستحاسبون عليها يوم الحساب العظيم، ولا تأخذكم رحمة أو رأفة بأي متعدي على محيط برائتهم.
اللهم احفظ أولادنا من كل سوء وشرّ، واصرف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن،”
اللهم اجعلهم في حرزك وأمانك، وفي كنفك ورعايتك، اللهم سلّم أجسادهم وأرواحهم، واحفظهم من كل أذى واعتداء.



