قضايا وتحليلات

أوكرانيا.. وطن “إسرائيل” البديل

السيد الربوة

منذ سنوات وعين إسرائيل علي أوكرانيا ليس من أجل المصالح فقط ولا كونها يوجد بها اعداد كبيرة من اليهود، ولكن كخيار للإنتقال إليها والعيش هناك كوطن بديل عن فلسطين المحتلة في حالة تازمة الأمور عليهم هناك بسبب الحرب النفسية والعسكرية المستمرة فى كل ساعة، والتواصل الذي حدث من إسرائيل ورئيس وزارئها السابق نتنياهو والذي كان  أول زعيم أجنبي يزور أوكرانيا بعد وصول زيلينسكي إلى السلطة ،، وسيطرة اليهود اليوم على مواقع الصف الأولى للسلطة في أوكرانيا، و80% من دوائر صنع القرار فيها .

أوكرانيا الوطن البديل

إن أستمرار حبل الوصال بين إسرائيل واكرانيا منذ تسعينات القرن الماضي، بعد تفكك جمهوريات الاتحاد السوفييتي ونزوح اعداد كبيرة إلي أسرائيل ، وتفكير الصهيونية العالمية الشيطاني  لا تستطيع أن تعرف ما يحمله من خطط تجاه القادم وحتي الحالي، الا عندما يعلن عنه بشكل مباشر، فهل تحمل الصهيونية مفاّجاة للقادم فى اوكرانيا بحيث تصبح وطن بديل.

خلال الحرب القائمة بين أكرانيا وروسيا إسرائيل تقف بجانب روسيا ، برغم اصطفاف الغرب كله مع اكورانيا  بدليل أنها رفضت دعوة رئيس أكورانيا بدعوة مقاتيلن متطوعين  من إسرائيل يقفوا مع أكورانياورفضوا لاجئين  يهود من اكرانيا إلي إسرائيل فى البداية، ولكنهم استقبلوا بعضهم فيما بعد، ويبقي تساءل يدور عند البعض هل تريد روسيا أنتنتصر فى الحرب علي أكورانيا حتي تمهد لقدوم يهود إسرائيل إلي أكرانيا، مثلما مهدت بريطانيا لقدوم اليهود إلي فلسطين .

 كما تعالت أصوات من اليهود فى العالم خلال الفترة الحالية  بأن القدس السماوية ليست فى فلسطين بل في أكورانيا، وبالقطع اليهود فى فلسطين لا يريدون الرحيل طواعية إلي أكرانيا بلا سبب، ولك هناك احتمال أن يكون هناك هدف آخر وهو السيطرة علي أكورانيا دون ترك فلسطين، وربما يكون ذلك من خلال التخطيط مع روسيا بعيداً عن أمريكا والغرب .

خاصة بعد زيارة رئيس الوزارء الإسرائيلي لروسيا دون الافصاح الكامل عما حدث خلال تلك الزيارة، وبالتالي لوتصاعدت  الأحداث بشكل كبير فى فلسطين من خلال شرارة كبيرة من الممكن أن تؤدي إلي زلزال يؤثر علي كل الاسرائيليين، في تلك الحالة سوف تترك أمريكا والغرب إسرائيل لوحدها لحل مشاكلها خاصة بعد انارتمت في حضن روسيا، وهنا يكون الرحيل إلي الوطن البديل أكرانيا.

اليهود لهم وطن آخر

إن اليهود كذبوا  علي العالم وزعموا إبان الحرب العالمية الثانية، أنهم في احتياج شديد إلي وطن لهم وأن أرض فلسطين هي الوطن لهم، ولم تكن هناك حاجة  شديدة لتشريد وقتل ونهب الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، فخيار الانتقال لتلك الجمهورية  التي كانت موجودة فعلياً كان متاحًا أمامهم ولكنهم فضلوا فلسطين لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على القدس والأراضي المقدسة.

وجدير بالذكر أن اليهود لديهم بالفعل منطقة حكم ذاتي قريبة من أوكرانيا  أنشئت فى 7 مايو 1934 ، باعتبارها كياناً إدارياً يهودياً بصفة قانونية رسمية إذا ما استثنينا إسرائيل –  و تقع جنوب شرق روسيا، وتحدها الصين من الجنوب، وهي المنطقة الوحيدة في الاتحاد الروسي، والوحيدة في العالم –  وتقع ضمن مقاطعة الشرق الأقصى الفدرالية، ومركزها الإداري مدينة ( بيروبيدجان ) ووفقاً لتعداد عام 2013فقد بلغ مجموع سكان المنطقة 176,558 نسمة

 و يروبيجان  تبلغ مساحتها  36300 كيلومتر مربع وهي  أكبر من كل فلسطين التي تبلغ مساحتها  27000 كيلومتر مربع،وتعد يروبيجان أول دولة لليهود في العصر الحديث، قدمها لهم ستالين كجزء من الاتحاد السوفييتي، وكانت تحقق كل ما يريدونه من استقلالية، لكن الصهيونية أصرت على انتزاع أرض فلسطين تحديدا، وتهجير أهلها وتدمير قراها بذريعة عدم وجود وطن خاص بهم يحميهم من المجازر والاضطهاد كما فعلت بهم النازية .

ويوجد الكثير من اليهود المتشددين الذين يرفضون إلي الأن إقامة دولة إسرائيل علي أراضي عربية، حيث يعتبر ذلك مخالف لعقيدتهم اليهوديه، ويستشهدون فى آحاديثهم بأقوال من كتبهم المقدسة، “التي توصيهم بعدم التجمع في مكان واحد وإنما الانتشار في الأرض، ويخرج هؤلاء إلي التظاهر بين الحين والاّخر فى إسرائيل  .

الصهيونية ويهود اوكرانيا

بالرغم من أن تاريخ اليهود في أوكرانيا يعود إلى أكثر من ألف عام، عندما تواجدت المجتمعات اليهودية في أراضي أوكرانيا في زمن كييف روس،حينما طوروا العديد من التقاليد الدينية والثقافية اليهودية الأكثر تميزًا مثل حركة الحاسيديم. وتشكل الجالية اليهودية في أوكرانيا ثالث أكبر جالية يهودية في أوروبا وخامس أكبر جالية في العالم، وفقًا للمؤتمر اليهودي العالمي، ويتألف اليهود الأوكرانيون من عدد من المجموعات الفرعية، بما في ذلك اليهود الأشكناز ويهود الجبل ويهود بخارى والقريميين ويهود كريمتشاك ويهود جورجيا.

لقد اكتسبت الحركة الصهيونية الاهتمام السياسي والإعلامي في أوروبا والعالم مع انعقاد مؤتمرها الأول عام 1897 بمدينة “بازل” السويسرية، وتعد أول خطوة فعليه في المشروع الصهيوني، بعد تأسيس جمعية الطلبة اليهود بمدينة خاركيف الأوكرانية جمعية “بيلو” عام 1882 وكان هدفها الوحيد إقامة تجمعات فلاحية لليهود الشرقيين في فلسطين، لكن  توج المؤتمر أعماله بإعلان قيام الحركة الصهيونية العالمية، ومن ثم تواترت موجات هجرات اليهود الشرقيين إلى فلسطين ولا سيما من روسيا بعد الثورة البلشفية الفاشلة عام 1905، وحينما لجأ “ثيودور هيرتزل”  إلى الدولة العثمانية، وفاوضها على إصدار ميثاق يمنح اليهود الحق في العودة إلى فلسطين، ولكن نعلم الموقف العظيم الذي اتخذه السلطان عبد الحميد حينها.

لقد تناقلت الأخبار فى عام 2018 عن وضع إسرائيل عينها علي أوكرانيا كخيار للانتقال إليها للعيش بدلاً من فلسطين المحتلة، ولكن تراجع إسرائيل فى مخططها لإسباب  يعلمها الكيان الصهيوني لوحده ، وتقدر أعداد مواطنيين أوكرانيا اليهود بنحو 75000فى المناطق الشرقية من البلاد مقابل 43000بعام 2021 داخل وحول المدن الرئيسية وهم جميعاً مؤهلون للحصول علي ” الجنسية الإسرائيلية” تحت بند قانون العودة .

وبالرغم من أن المنظمة الصهيونية العالمية، تقدمت بداية شهر إبرايل الحالي ، بطلب إلى الحكومة الإسرائيلية لبناء بلدة يهودية في منطقة النقب تضم 1000 وحدة سكنية لإيواء يهود أوكرانيا القادمين إلى إسرائيل، هرباً من الحرب، وذكرت صحيفة ” يديعوت أحرونوت ” في تقريرلها ، إن المنظمة الصهيونية وضعت خطة طوارئ لاستيعاب يهود أوكرانيا.  قبل بدء الحرب الروسية الأكروانية باسابيع ، وأنه تم وضع خطة مفصلة لإنشاء منازل مؤقتة للعائلات اليهودية في أوكرانيا التي تخطط للهجرة إلى إسرائيل، وعرضها على رئيس المنظمة الصهيونية العالمية والقائم بأعمال رئيس الوكالة اليهودية لإسرائيل.

وتتضمن الخطة إنشاء مبانٍ سكنية بأحجام مختلفة تتراوح مساحاتها ما بين 55 متراً مربعاً و90 متراً مربعاً، يتم استخدامها كمجمعات لإيواء المهاجرين اليهود الأوكرانيين، في النقب علماً بأن هناك نزاعاً كبيراً بين عرب النقب والحكومة الإسرائيلية، التي تحاول التخلص من تجمعاتهم السكنية ومصادرة أراضيهم. بالاضافة إلي مناطق أخرى، منها بناء وحدات سكنية في مستوطنات غور الأردن، وهي منطقة محتلة في الضفة الغربية، وكذلك في مناطق قريبة من الحدود الشمالية في النقب ووادي عربة (على الحدود مع الأردن) ووادي الينابيع بالقرب من بيسان

ومن الصعب التكهن فعلاً بما تحمله الأيام والسنوات القادمة لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية برغم كل التحالفات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط ، وهل تريد إسرائيل حقاص أن يصبح لها وطن آخر بديل لفلسطين المحتلة أم وطن ثاني بجانب فلسطين المحتلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى