مقالات

السيد الربوة يكتب: السودان والحرب الأهلية.. صراع المصالح (1)

خلاف برهان وحميدتي يتصاعد منذ شهور في الكواليس برغم الصداقة التي جمعتهم منذ عشرون عام   

منذ لحظة سقوط البشير والأطماع الداخلية لكلاً من الجنرالين تلاعبهم

التصريحات الأخيرة لكلا الجنرالين أن حرب السودان التي اندلعت لن تتوقف بسهولة حميدتي  يدفع نحو 150 ألف دولار شهريا لوكالة العلاقات العامة البريطانية من أجل تحسين صورته لدى الغرب   

من الصعب أن تتوقف عجلة الحرب التي دارت في السودان، بل الخوف من تزايد رقعة الصراع بتحولها إلى حرب أهلية  قد تطال دولا قريبة منها  على الرغم من انطلاق مباحثات بين طرفي الصراع بالسودان في جدة، برعاية المملكة العربية السعودية،وفق مبادرة أمريكية سعودية، لتحقيق محادثات جدية، من أجل تحقيق   وقف فعال لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، وإعلان التزام حماية المدنيين على   الأراضي السودانية، وغيرها من الأمور التي تساعد الشعب السوداني على العودة إلى الحياة الطبيعية،  خاصة أن الأحداث على الأرض تتصاعد بشكل مستمر. 

حتى عندما أصدر البيت الأبيض أمرا تنفيذيا يسمح بفرض عقوبات على شخصيات تزعزع استقرار السودان، وسوف تطال العقوبات مسؤولين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على حد سواء كما ذكت واشنطن، وهي تعي جيداً أن الأمور في تصعيد مستمر، خاصة مع وجود أطراف تدعم طرفي الصراع في السودان، ولكن السؤال هل العقوبات التي قد تشمل تجميد أرصدة بعض الشخصيات في  واشنطن وأوربا كاّفية للحد من الصراع ؟ خاصة أن مصالحهم هي التي تحركهم في المقام الأول  .

فمنذ لحظة سقوط الرئيس السوداني ” عمر البشير ” ، والأطماع الداخلية لكلاً من الجنرالين عبد الفتاح البرهان وحمد حمدان دقلو ” حميدتي ” تلاعبهم، لذلك يسعى كلاهما لاستخدام شبكة الحلفاء التي نسجها خلال الأعوام الماضية من سياسيين ودبلوماسيين واقتصاديين في دول  عدة من أجل الحصول على دعم كامل للسيطرة على مقاليد الحكم والأرض فى السودان، وبالتأكيد تلك الدول لها مصالحها الخاصة في السودان، وهي الدولة التى ترغب كثيرا من الدول الكبرى من بسط يدها بشكل ما على أرضها منذ زمن بعيد وليس من الآن، خفايا الصراع الأساسي بين الجنرالين بدأت تتسرب عبر وسائل إعلام مختلفها، والمؤكد أن تقديم المصالح الشخصية ساهم بشكل كبير في تعميق الأزمة بينهم وهو ما انعكس على الوضع العام الذي تشهده السودان الآن .

فمنذ لحظة سقوط الرئيس السوداني ” عمر البشير ” ، والأطماع الداخلية لكلاً من الجنرالين عبد الفتاح البرهان وحمد حمدان دقلو ” حميدتي ” تلاعبهم، لذلك يسعى كلاهما لاستخدام شبكة الحلفاء التي نسجها خلال الأعوام الماضية من سياسيين ودبلوماسيين واقتصاديين في دول  عدة من أجل الحصول على دعم كامل للسيطرة على مقاليد الحكم والأرض فى السودان، وبالتأكيد تلك الدول لها مصالحها الخاصة في السودان، وهي الدولة التى ترغب كثيرا من الدول الكبرى من بسط يدها بشكل ما على أرضها منذ زمن بعيد وليس من الآن، خفايا الصراع الأساسي بين الجنرالين بدأت تتسرب عبر وسائل إعلام مختلفها، والمؤكد أن تقديم المصالح الشخصية ساهم بشكل كبير في تعميق الأزمة بينهم وهو ما انعكس على الوضع العام الذي تشهده السودان الآن .

الخلاف بين البرهان وحمديتي :

 من الواضح أنه خلف الكواليس كان كل منهم يعد العدة للآخر، بدليل ما ذكرته وسائل إعلام مختلفة على أن القوات الجوية السودانية بقيادة البرهان كانت تتدارس أماكن تجمع الدعم السريع بناء على إحداثيات قدمها الجيش السوداني، بينما قوات الدعم السريع بقيادة “حمديتي  “كانت تزيد من نشر قواتها فى مدن السودان ، وإن كنا نرى أن تلك التحركات بعد لقاء 8 أبريل بين ” البرهان وحميديتي  “، كان أمراً  طبيعياً أن يزيد كلاً منهم من احتياطاته بعد أن تشاورا كليهما مع حلفائهم في المنطقة ومن بين هؤلاء الحلفاء دول عربية كان لديها علم بنية “حمديتي  ” فى التصعيد منذ شهور  !! وكان هناك تشجيع من بعض حلفاء الجنرالين وهو ما دفع الأمر إلى سخونة أكثر وتسبب فيما نشاهده الآن في السودان .

وأبرز نقاط الخلاف بين ” البرهان وحميدتي ” ، هي دمج الدعم السريع في الجيش حيث يصر ” البرهان ” على أن يتم الدمج  في أقصي تقدير عامي، وأن يرفع حميدتي إليه التقاريربصفة  دائمة، بينما يطلب حميدتي أن يتم الدمج في مدة لا تتجاوز 10 سنوات وأن التقاريروموضوع  تسلسل القيادة  شأن خاص به، البرلمان السوداني المنتخب وحده وهومن يملك سلطة تحديد القيادة،ومن ظاهرنقاط الخلاف وتصريحات الجنرالين التي أعلنها كل منهم على حده بعض نشوب المعارك، نستطيع أن نعرف أن نية كل منهم  مازالت الانفراد بالمشهد على الرغم من تصريحاتهم الإعلامية  ، حيث يقول البرهان مستعدا  للتنحي وحميدتي  يؤكد أنه لا يبحث عن السلطة،  وهى ما تجعل المواطن السوداني والعربي فى حيرة إذا لماذا يدمرون بلدهم ولمصلحة من ؟

وتؤكد التصريحات الأخيرة لكلا الجنرالين أن حرب السودان التي اندلعت لن تتوقف بسهولة، ويوما بعد يوم  يزيد الوضع سخونة على الأرض ،  فالبرهان يقول الجيش يمكنه حسم المعركة في وقت قصير جدا لكن حفاظاً على البنية التحتية وحماية المدنيين – نتمهل وأن الجيش يسيطر  على كل السودان ، عدا بؤرا  قليلة في دارفور سيتم حسمها قريبا،  وأنه لا يمكن الجلوس مع قائد المليشيا لأنه يقود تمردا ويجب حسمه ، بينما تؤكد  قوات الدعم السريع بقيادة حميديتي فى تصريحاتها سيطرتها المحكمة على 90% من كامل ولاية الخرطوم، وأن جميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية مؤمنة تمامًا بواسطة قوات الدعم السريع، وغيرها من التصريحات التي تؤكد على فكرة غلبة الدعم السريع .

الرصاصة الأولي فى السودان :  

وعلى الرغم من  التصريح  الأخير لمبعوث الأمم المتحدة إلى السودان،  والذي تناولته وسائل الإعلام المختلفة من بينها وكالة ” رويترز ” وقال فيه إن الطرفين المتحاربين في السودان منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر، مشير إلى أنه يمثل بصيص أمل حتي في ظل تواصل القتال، وأن كلا الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان ” وربما مكان اّخر “، الا أن رؤية المصالح التي أطلقت هذه الحرب سواء من البرهان أو حميدتي أو الداعمين لهم والذين يحرصون على مصالحهم في السودان قبل الجنرالين لن تجعل أمر المفاوضات وتوقف أصوات القذائف والرصاص أمراً سهلاً،وهو ما ذكره أيضاً مبعوث الأمم المتحدث ” فولكر بيرتس” إلى السودان حيث قال ثمة سؤال عملي حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين “للجلوس معا فعليا”.

وكالة ” رويترز ”  وبعض وسائل الإعلام ذكرت عن لسان مجموعة من الوسطاء السودانيين، التي كانت تدفع بتجاه محادثات بين برهان وحميدتي  أنه قبل إنلاع القتال يوم 15 أبريل 2023، أنه  كان هناك لقاء بين برهان وحميدتي في يوم 8 أبريل في مزرعة على مشارف السودان قبل أسبوع واحد من القتال، وأن البرهان  طلب من حميدتى انسحاب الدعم السريع من مدينة ” الفاشر” والتي تقع في غرب السودان معقل حميدتي ووقف تدفق الدعم السريع الى السودان المستمر منذ فترة، بينما طلب حمديتي فى اللقاء من البرهان سحب القوات المصرية من مدينة “مروي ” خشية استخدام تلك القوات ضده والقاهرة حليف وثيق للبرهان كما جاء على لسان الوسيطين في تقرير ” رويترز” وأنهم تحدث على انفراد، ووافق على ما يبدو على خفض التصعيد وكانت هناك نية لعقد لقاء  آخر في اليوم الثاني الموافق 9 أبريل لكنه لم يحدث.

ولم يكن لقاء 8 ابريل الذى جمع بين البرهان وحميدتي  هو اللقاء الأول لأحتواء الخلاف بينهم الذى بدأ يظهر قبل ذلك بشهور ، لقد تدخل وسطاء بينهم للتهدئة بعد تبني البرهان إجراءات تقلص نفوذ نائبه حميدتي،وتخوفه من تبني حميدتي استشارة بعض قيادات فى تحالف قوى الحرية والتغيير وقد أقنعا حميدتي بانه يجب تحسين صورته عبر مساندة الاتفاق الإطاري لحل الأزمة السودانية الذي تدعمه الدول الغربية ، ومحاربة الإسلاميين ، وأن حميدتي بات قريباً من حكم البلاد عبر تحالف عريض وأن قوات الدعم السريع هي الأنسب لتكون نواة لجيش قومي.

على جانب آخر نصح حميدتي بعض المقربين منه بالتهدئة وعدم التصعيد في الخلاف مع البرهان لأن المؤسسة العسكرية تقف خلفه وظروف البلاد لا تحتمل صراعاً قد يؤدي إلى فوضى أمنية ، وربما يكون حميدتي قد استجاب لتلك الآراء لفترة ، وقد تدخلت الأمارات في تلك الأزمة وكان حينها حميدتي يزورأبوظبي وجلس هناك قرابة الأسبوع  في شهر فبراير 2023، وقد وصل في تلك الفترة البرهان إلى هناك في زيارة غير معلنة  وحدثت المساعي لاحتواء الخلاف وقد تم ذلك حينها . لقد ظهر أمر الخلاف بين الجنرالين بوضوح وأن كليهما يحاول حشد الحلفاء، في شهر يناير 2023 أثارت الزيارة المزدوجة  إلى تشاد التي أجراها البرهان ونائبه حميدتي بشكل منفصل ، مع الرئيس التشادي ” محمدإدريسي ديبي”   الشكوك حول علاقة الجنرالين.

وقد رافق البرهان في تلك الزيارة وزير خارجيته ” على الصادق” ومديرعام جهاز المخابرات ” أحمد إبراهيم مفضل ” ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ” محمد صبير” وبعد عودة البرهان بساعات ، أجرى حميدتي زيارة مماثلة لتشاد  ورافقه في الزيارة مسؤول دول الجوار في وزارة الخارجية السفير “عبد العزيز حسن صالح “، ومدير هيئة المخابرات في جهاز المخابرات العامة  “عباس محمد بخيت ” والتقي فيها أيضاً  الرئيس التشادي ” محمد إدريس ديبي ” وكانت الزيارة البرهان وحميدتي بعد تصريحات متضاربة بينهم بشأن الأوضاع الأمنية والسياسية في أفريقيا الوسطى .

حيث أعلن حميدتي في ديسمبر2022 إحباط مخطط لقلب نظام الحكم في أفريقيا الوسطى، تقفو وراءه جهات داخل السودان، مؤكدا توقيف عسكريين متقاعدين ومجموعات مسلحة تم تدريبها ، بينما رد البرهان عليه خلال زيارته إلى إقليم النيل الأزرق في يناير 2023 عندما أشار إلى أن “الجيش السوداني لم يجند يوم مرتزقة حتى تقاتل في بلد آخر”، مضيفا “نحن جيش محترف ونظامي نعترف بالنظم والقوانين الدولية، ولن نزعزع استقرار أي دولة .

حميدتي وقوات الدعم السريع :

الكاتب البريطاني ” ديفيد هيرست ”  ذكر أن حميدتي  يدفع نحو 150 ألف دولار شهريا لوكالة العلاقات العامة البريطانية من أجل تحسين صورته لدى الغرب، المعلومات عن ” حميدتي ” ذلك القائد السوداني الذي يمتلك  النفوذ الاقتصادي والعسكري والذي جعله مؤهلا لمواجهة جيش السودان ، أصبحت تضخ عبر وسائل الإعلام العربية والدولية ، بشكل يؤكد ما قاله ” ديفيد هيرست ” حميدتي الذي يسيطر على قوة عسكرية تصل إلى 100 ألف جندي وضابط مجهزة بمختلف العتاد العسكري، حميدتي تاجر الجمال والذهب تغيرت أحلامه عبر السنين ، وبحسب مركز أبحاث المجلس الأوروبي حول العلاقات الخارجية،  يمتلك ” حميدتي ” العديد من مناجم الذهب في السودان الذي يعتبر ثالث منتج للذهب في إفريقيا، وتؤكد الولايات المتحدة  في تقارير مختلفة نشرتها وسائل الإعلام أن قوات “فاغنر” الروسية المسلحة الموجودة في دول إفريقية عدة مجاورة للسودان، تعمل مع قوات  ” حميدتي ” الدعم السريع في تلك المناجم.

وقد  سمح  ” البشير ” لحميدتي بتشكيل قوات الدعم السريع عام 2013 والتي تعود أصولها إلى ميليشيا ” الجنجويد ” وقاتلت المتمردين في دارفور، وهناك بعض التقاريرالتي نشرت عن مشاركات بعض من قوات الدعم السريع في صراعات ” اليمن وليبيا “.

حلفاء  حمديتي   : 

أصبح واضح للجميع أن دولة  الإمارات عربية تساعد حميدتي بقوة وتقف خلفه منذ سنوات ، وبالتأكيد من أجل مصالحها في السودان،وقد  سبق أن قال المركز العربي في واشنطن (ACW) إن التدخل الإقليمي من عدة دول في مقدمتها الإمارات وراء تعثر عملية الانتقال السلمي في السودان، وأميل إلى بعض آراء الخبراء قولهم إنه من المتوقع أن يتضاءل دور الإمارات نسبياً في السودان في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها، على الرغم من الدعم المباشر أوغيرالمباشرالذى  ترسله إلى حميدتى .

المملكة العربية السعودية  لها ثقل سياسي مع السودان، ومن المعروف أن قوات من السودان تتواجد في اليمن تحت القيادة العربية المشتركة ، وقد  قام حميدتي بزيارة إلى السعودية هي الأولى له خارجياً، منذ توليه منصب نائب رئيس المجلس العسكري، في شهر مايو 2019، وكانت الزيارة للتأكيد  علي أن موقف السودان الخارجي تجاه السعودية وحلفائها في المنطقة لم يتغير، وتعد السعودية والإمارات من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها لخطوة المجلس العسكري الذي أقدم على عزل البشير.

وقد صرح المجلس العسكري السوداني حينها، أن زيارة حميدتي للسعودية جاءت لتأكيد بقاء القوات السودانية في اليمن. وتهدف إلى تقديم الشكر للسعودية على موقفها الداعم للشعب السوداني والمجلس العسكري في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها البلاد”، وأوضح المجلس أن حميدتي أبدى استعداد السودان للوقوف مع السعودية ضد “التهديدات والاعتداءات الإيرانية”. وأشار إلى أن القوات السودانية على “كامل الاستعداد للدفاع عن أرض الحرمين، وأنها باقية في السعودية واليمن وستقاتل لهذا الهدف .

 القائد الليبي حفتر من الذين يدعمون حميدتي وبينهم صداقة ، والذي سبق أن قدم له الأخير المساعدة في ليبيا  وقد أتهم  تقرير للجنة عقوبات ليبيا بمجلس الأمن الدولي في عام 2019  السودان ورئيس قواته للدعم السريع، محمد مدان دقلو المعروف باسم حميدتي، بانتهاك عقوبات الأمم المتحدة بنشر ألف جندي سوداني في ليبيا، وهو نفس التقرير الذي اتهم الإمارات وتركيا والأردن ، وقد ذكرت ” صحيفة وول ستريت جورنال أن حفتر أرسل شحنة واحدة على الأقل من الأسلحة إلى حميدتي، بينما قوات  خليفة حفتر نفت ذلك

ولفكرة للدعم المستمر من قبل ” حفتر ” لحميدتي  ، سافر أحد أبنائه إلى الخرطوم للتبرع بمليوني دولار لنادي المريخ السوداني، والنادي مرتبط بحميدتي الذي ساعد في إصلاح ملعبه، وقد ذكرت صحيفة ” الأوبزرفر ” البريطانية أن مصادر استخباراتية مقربة من الجيش الوطني الليبي قالت لها إن حميدتي تلقى أثناء الزيارة تحذيراً من حفتر بأن خصومه في السودان يستعدون للتحرك ضده،  وبعد يوم من مغادرة نجل حفتر للسودان، قيل إن حميدتي حرك قوات للسيطرة على مطار مروي الدولي، الذي يقع على بعد 300 كيلومتر شمال الخرطوم،” وهو المطار التي شهد احتجاز ضباط وجنود مصريين كانوا يشاركون فى تدريبات عسكرية مع الجيش السوداني، وبدأ حميدتي  في نشر مقاتلين للسيطرة على مواقع رئيسية في العاصمة .



*كاتب صحفي متخصص في الشأن العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى